... عندما كان حيا اشتاق لتمرة وحينما مات علق له عرجون ...
كاتب الموضوع
رسالة
ألف ليلة وليلة
عدد المشاركات : 4 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 15/12/2010
موضوع: ... عندما كان حيا اشتاق لتمرة وحينما مات علق له عرجون ... الأربعاء 15 ديسمبر 2010, 7:04 am
عجبا لهذا الزمان بين الاحبة تفرقت لاتفه الاسباب ومن اجل دنيا هم عنها راحلون وتاركونها لخلفتهم .بل الامر تبقى الخلفة تقتفي اثرهم فيما نضروا وسمعوا وفعلوا كلها بصير على اعينهم وعقولهم وقلوبهم وهم متبعونها لا محال
قد اتكلم عن القريب وبين الاهل والخلة وبين اهل البيت الواحد
فكيف بقلوب عاشت مع بعض وكبروا والعين لبعضها وبعد وحينما اشتد ساعد الفتوة والكهولة تنافرت القلوب حتى الجسوم مرات وصارت المحنة تمسك بمخالبها على الاخ او الاب او الاخت وحينما يتزوج الشاب وتتزوجت البنت وكل واحد على حده يتغير الفكر من الاحسن الى الاسوى ومن وسعة خواطرها الى ضيق عيشها ومن النية الصادقة الى حب الذات ومن الجنة الى النار وبعد اللمة فرقة ..
والعجب العجاب بالامس البعيد كانت المحبة في قمة العطاء وأوج الحنان ولا وسائل اتصال غير البرقية تبقى بالشهور وفيها اسطر مكتوبة بدم الشوق ودموع الحنين واليوم صار الهاتف النقال وفي رسالة تفوت سرعة الصوت او البرق كما يحلوا للبعض
عجبا لقلوب الامس في بعدها وحين الالتقاء يغمى على الاخ حينما يسمع اخته قادمة ويطرب قوة الفرح التي تجعله اسير الدمع او الاب حينما يقدمه اخيه من سفر
عجبا لامر الامس حينما يموت قريب يبقى وحرة الفراق باقية لا يحلوا مطعما ولا مشربا ولا نوم وينطبق عليهم قول الشاعر...
أيا نائم الليل كيف يطيب ليا المنام... ان الموت حق ولكن الفراق صعيب
والعجب اليوم كل وسيلة مقربة وصارت القلوب فيها مبعدة
سمعنا كم مرة موت احد ولا يراه اخوه او من اهله من قريب وبعيد ولا ياتيه الى في الموت وبعد ياتي الصراخ والندم
حينما كان في الحياة يريد نضرة حبيب وقريب قريب ويرسل اليه وتكون الحجج من اجل دنيا هم راحلون عنها
سمعنا كم من احد في مرضه او عطبه او حال بينه الوصال وبين الفته فلا يكون العكس بتحجج أن لم ياتي اليا لن اذهب عنه وان لم يتقرب اليا لن اتقرب اليه وغيرها من ضغينة الفكر وعطب الفهم وتحجر العقل عن الحق ومعاني الانسانية هربت من الروح وتركت محلها الاانانية وحب الذات
لكن لما بعد الموت والفراق المحتم يكون التودد ولمن يتودد بعدما رحل الاخ او الاخت او الاهل وغيرها..
وفي الاخير ما عسانا ان نقول نتمنى ان نعطي لعقولنا نور الفهم ويقين العلم والدراية بحال الحياة ..
ونقول رحمة الله على قائل هذا المثل..
/ مين كان حي شاتي حبة وكي مات علقولو عرجون /
والله تعالى اعلم
... عندما كان حيا اشتاق لتمرة وحينما مات علق له عرجون ...